شهد سوق السيارات المستعملة في المغرب خلال العام 2024 نموا ملحوظا، حيث سجل أعلى مستوى له على الإطلاق بعدد تحويلات الملكية الذي بلغ 775 ألفا و121 عملية، مسجلا بذلك زيادة بنسبة 28.5% مقارنة بالعام السابق. وتشير البيانات الصادرة عن المجلة المغربية المتخصصة "أوتو نيوز" خلال افتتاح الدورة الرابعة من معرض السيارات المستعملة "أوتو أوكازيون" بالدار البيضاء، إلى أن هذه الزيادة الكبيرة تعكس حيوية ونشاط السوق الذي تقوده بشكل أساسي السيارات الخاصة التي شكلت 537 ألفا و299 وحدة، بنمو نسبته 29%.
ويأتي هذا النمو في ظل تحولات يشهدها القطاع الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على القطاع غير الرسمي، حيث لاقى المعرض اهتماما واسعا من قبل المهنيين والعاملين في مجال لوازم السيارات، بالإضافة إلى ممثلي شركات التمويل والتأمين. وأكدت ليلى كنانة، رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض أن هذا الحدث يمثل محطة مهمة لقطاع السيارات المستعملة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه سوق السيارات الجديدة والتي تشهد ارتفاعا متواصلا في الأسعار خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت كنانة أن شراء السيارات المستعملة أصبح خيارا عمليا واقتصاديا للعديد من المستهلكين، مشددة على أهمية وجود باعة معتمدين يقدمون ضمانات الجودة وإمكانية تتبع عمليات الشراء. من جانبه، أشار هشام العتابي، مدير التحرير بمجلة "أوتو نيوز"، إلى أن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بعد جائحة كورونا دفع المزيد من المستهلكين نحو سوق السيارات المستعملة، التي أصبحت تشكل بديلا جذابا للعديد من العائلات.
ويقدم المعرض، الذي يستمر حتى 22 يونيو الجاري على مساحة تزيد عن 10 آلاف متر مربع، عرضا شاملا للراغبين في اقتناء سيارات مستعملة تم فحصها بدقة، مع ضمانات ميكانيكية وحلول تمويلية مخصصة. ويشارك في المعرض ثلاثون عارضا يمثلون مختلف الفاعلين الرئيسيين في السوق، بما في ذلك وكلاء العلامات التجارية ومقدمي الخدمات التقنية وشركات التمويل والتأمين.
ويهدف المعرض إلى تعزيز هيكلة القطاع الذي يشهد تحولات جذرية، حيث يسعى المنظمون إلى جعله منصة للمعاملات وملتقى للمهنيين، مع التركيز على تقديم خدمات متكاملة للمشترين تشمل ضمانات تصل إلى 24 شهرا. ويعكس هذا التوجه الجهود الرامية إلى تطوير السوق وضمان شفافية أكبر في عمليات البيع والشراء، في وقت يشهد فيه القطاع نموا متسارعا وتغيرا في أنماط الاستهلاك.