في سياق الزخم الدبلوماسي الذي يشهده ملف الصحراء المغربية على الساحة الدولية، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الجمعة بنيويورك، مباحثات ثنائية مع المستشار الخاص للرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، السيد مسعد بولس، على هامش أشغال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال هذا اللقاء، جدد المسؤول الأمريكي التأكيد على الموقف الثابت لواشنطن الداعم لسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، مبرزا أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط منذ سنة 2007 يظل "الأساس الوحيد لحل عادل ودائم" لهذا النزاع الإقليمي.
ويأتي هذا الموقف ليعزز مسار الاعتراف الأمريكي التاريخي بسيادة المغرب على صحرائه منذ دجنبر 2020، حيث وقعت الرباط وواشنطن اتفاقيات استراتيجية متعددة شملت مجالات الاستثمار والتنمية والدفاع، مما يبرز أن القضية الوطنية تظل ركيزة أساسية في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
كما يعكس اللقاء بين بوريطة وبولس متانة التشاور السياسي والدبلوماسي بين المغرب والولايات المتحدة، ويؤكد استمرار دعم واشنطن لمبادرات المملكة الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز التعاون الإفريقي الأطلسي.
ويعتبر هذا الموقف الأمريكي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن مبادرة الحكم الذاتي، التي وصفتها الأمم المتحدة بالجدية وذات المصداقية، تحظى بتأييد متزايد باعتبارها الحل الواقعي والوحيد الكفيل بإنهاء نزاع مفتعل طال أمده لأكثر من أربعة عقود.
وبهذا التأكيد، يرسخ الطرفان مرة أخرى التزامهما المشترك بمواصلة العمل من أجل بناء فضاء إقليمي مستقر ومزدهر، يقوم على الشراكة والتعاون ويستجيب لتطلعات شعوب المنطقة في التنمية والسلام.