أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسحب تأشيرة دخول الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بعد مشاركته في مظاهرة مؤيدة لفلسطين بشوارع نيويورك يوم الجمعة، ودعوته الجنود الأمريكيين إلى عصيان أوامر الرئيس دونالد ترامب. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية على منصة "إكس": "سنلغي تأشيرة بيترو بسبب تصرفاته المتهورة والتحريضية".
وخلال كلمته أمام المتظاهرين خارج مقر الأمم المتحدة، دعا بيترو إلى تشكيل قوة مسلحة عالمية يكون هدفها الأول تحرير الفلسطينيين، مؤكدا أنها يجب أن تكون "أكبر من قوة الولايات المتحدة". وأضاف: "من هنا، من نيويورك، أطلب من جنود الجيش الأمريكي ألا يوجهوا أسلحتهم ضد الناس. لا تطيعوا أوامر ترامب، بل أوامر الإنسانية". ولم يتضح بعد ما إذا كان بيترو لا يزال في نيويورك، فيما لم تعلق رئاسته أو وزارة خارجيته على الأمر.
تأتي هذه التطورات وسط جدل واسع في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب في غزة، حيث صعد بيترو هجومه على ترامب في خطابه الثلاثاء، واصفا إياه بأنه "متواطئ في الإبادة الجماعية" في غزة، وداعيا إلى ملاحقته قضائيا على خلفية الضربات الصاروخية الأمريكية ضد قوارب يشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات في الكاريبي.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي كلمته الجمعة، هاجم الدول الغربية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، معتبرا أنها تبعث برسالة مفادها أن "قتل اليهود يجدي نفعا". فيما تشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني وشردت سكان القطاع بالكامل، في حين تؤكد إسرائيل أن عملياتها دفاع عن النفس وترفض اتهامات الإبادة.
وبالتوازي، منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الحصول على تأشيرة أمريكية للحضور إلى نيويورك، ما دفعه لإلقاء كلمته عبر الفيديو، في خطوة أثارت جدلا حول التزام واشنطن باتفاقية مقر الأمم المتحدة لعام 1947.
على الصعيد الثنائي، تشهد العلاقات بين واشنطن وبوغوتا توترا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إذ رفض بيترو في بداية العام استقبال طائرات أمريكية تقل مهاجرين كولومبيين مرحلين، قبل أن يتراجع تحت ضغط العقوبات التجارية وإلغاء مواعيد منح التأشيرات. وزادت حدة التوتر هذا الشهر بعد إدراج كولومبيا على لائحة الدول التي "أخلت بالتزاماتها" في مكافحة المخدرات، وسط انتقادات لسياسات بيترو التي لم تحقق نجاحا ملموسا في احتواء زراعة نبتة الكوكا رغم وعوده بالإصلاح.