الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

في كندا.. مذكرة تفاهم مغربية نيجيرية تعزز الطموح الإفريقي في الطيران المدني الدولي


يأتي توقيع المغرب والنيجر، بمونتريال الكندية، على مذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني ليؤكد دينامية جديدة في العلاقات الإفريقية البينية، وليعكس في الآن ذاته طموح القارة إلى تعزيز حضورها داخل منظومة النقل الجوي الدولي. فاللقاء لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل أسس لإطار عملي يضع التعاون التقني وتبادل الخبرات وتكوين الأطر في صلب أولويات الشراكة بين البلدين.

المغرب، بحكم موقعه كبوابة استراتيجية بين إفريقيا وباقي القارات، يسعى من خلال هذا الاتفاق إلى تكريس دوره كقطب إقليمي للطيران المدني، بينما تجد النيجر في هذه الشراكة فرصة لتقوية ربطها الجوي بالعالم، خصوصا وهي بلد حبيس يحتاج إلى تعزيز منافذ انفتاحه.

هذا التكامل الجغرافي والاستراتيجي يعكس وعيا إفريقيا متزايدا بضرورة بناء شبكات نقل جوي متينة لتجاوز التشتت الذي لطالما كبل قدرات القارة.

ويكتسي التوقيع في كندا، على هامش الدورة الـ42 لجمعية منظمة الطيران المدني الدولي، أهمية إضافية، إذ يمنح المغرب منصة لتسويق ترشيحه لعضوية مجلس المنظمة، ويبرز انخراطه في بلورة السياسة العالمية للقطاع. كما أن إعلان الرباط استعدادها لتكوين الطيارين النيجريين وإبراز التعاون بين الخطوط الملكية المغربية والخطوط الجوية للنيجر يعكس البعد الاقتصادي الملموس للاتفاق.

في العمق، ليست مذكرة التفاهم هذه سوى جزءا من رؤية أوسع تهدف إلى جعل التعاون الإفريقي في الطيران المدني رافعة للاندماج الاقتصادي والتنموي، وإلى إبراز أن مستقبل القارة يمر عبر بناء فضاءات مشتركة تتجاوز الحدود الضيقة نحو حضور دولي فاعل ومؤثر.