حقق المنتخب المغربي للشباب إنجازا بارزا في كأس العالم المقامة بالشيلي بعدما تغلب على نظيره الإسباني بهدفين دون رد، في مباراة ستبقى عالقة في ذاكرة كرة القدم الوطنية. فوز "أشبال الأطلس" لم يكن مجرد انتصار رقمي بل كان دليلا على النضج الكروي لجيل جديد بدأ يفرض نفسه بقوة على الساحة الدولية.
منذ صافرة البداية أظهر المنتخب المغربي شخصية قوية وتنظيما تكتيكيا محكما أربك لاعبي إسبانيا الذين لم يجدوا المساحات المعتادة لتمريراتهم القصيرة. وتمكن الشباب المغاربة من استثمار الانضباط الدفاعي والسرعة في الهجمات المرتدة ليسجلوا الهدف الأول، ثم عززوا النتيجة بهدف ثان أحبط كل محاولات العودة الإسبانية. الأداء الجماعي المتماسك والروح القتالية العالية منحا المغرب انتصارا مستحقا أمام واحد من أعرق المدارس الكروية في العالم.
رمزية الفوز على إسبانيا تتجاوز حدود هذه المباراة، فهو يعكس جدوى الاستراتيجية التي نهجتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة بالتركيز على التكوين والاستثمار في المواهب. أكاديمية محمد السادس ومراكز التكوين المحلية أصبحت مشتلا للاعبين قادرين على المنافسة مع أفضل المنتخبات، وهذا الانتصار يقدم البرهان العملي على نجاح هذا المشروع الطموح.
كما أن الفوز يرفع من أسهم اللاعبين الشباب الذين باتوا تحت أنظار المتابعين والكشافين الدوليين، ويمنح الجماهير المغربية شعورا بالفخر والاستبشار بمستقبل زاهر لكرة القدم الوطنية، خصوصاً بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الأول في مونديال قطر. غير أن هذا النجاح يضع أمام المنتخب المغربي تحديا أكبر يتمثل في الحفاظ على النسق ذاته في باقي مباريات البطولة، لإثبات أن التفوق على إسبانيا لم يكن مفاجأة عابرة بل خطوة جديدة نحو تثبيت مكانة المغرب كقوة كروية صاعدة.