الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الداخلة تحتضن نموذجا رائدا لمكافحة تجنيد الأطفال في إفريقيا


 

أطلق المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، الكائن مقره بمدينة الداخلة، نموذجا استشرافيا جديدا للتعاون بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الدفاع في إفريقيا، من أجل مواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بتجنيد الأطفال وحمايتهم.

ويأتي هذا النموذج عبر شراكات مع كليات عسكرية بارزة بالقارة، أبرزها كلية الحرب بزومباكرو في الكوت ديفوار، ومؤسسات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، بما يتيح إدماج الرؤية العسكرية بشكل مباشر في الأبحاث الأكاديمية وصياغة السياسات.

وفي هذا السياق، شكلت زيارة وفد عسكري رفيع المستوى من الكوت ديفوار إلى الداخلة محطة استراتيجية لدعم التعاون القاري والدولي في مجال حماية الطفولة، لاسيما في بؤر النزاع الأكثر هشاشة. كما تعكس هذه المبادرة الدور الريادي للمغرب، بفضل التوجيهات الملكية، في إرساء نهضة شاملة ومستدامة بإفريقيا.

وخلال الزيارة، وقع المركز اتفاقية مع التنسيقية الإفريقية لحقوق الإنسان في القوات المسلحة، تروم تطوير رؤية مبتكرة تُوفّق بين البحث الأكاديمي والميدان وقطاعي الدفاع والأمن، من أجل حماية الأطفال من الاستغلال في مناطق النزاع. وأوضح رئيس المركز، عبد القادر الفيلالي، أن الاتفاقية تستند إلى خبرة ميدانية واسعة للمركز في مناطق الساحل وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا.

من جهته، أكد بكاري صديقي ديابي، المنسق العام للتنسيقية، أن الاتفاقية تهدف إلى توحيد الجهود وتبادل الخبرات لمواجهة ظاهرة تجنيد الأطفال، مشدداً على حاجة إفريقيا إلى حلول ملموسة لمواجهة هذا التحدي الدولي.

كما أعلن المركز عن عزمه توقيع اتفاقية مستقبلية مع مدرسة الدراسات العليا للدفاع بزومباكرو بالكوت ديفوار، فيما أكد العقيد بلي تونوهي سيرافين أن زيارة الداخلة أرست أسس تعاون مثمر مع المؤسسات العسكرية الإيفوارية.

وشهدت الزيارة أيضا إطلاق برنامج "الباحثين المقيمين"، من خلال استقبال أول باحث من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ضمن رؤية تهدف إلى تكوين مجتمع علمي يطور حلولاً مبتكرة لمعضلة تجنيد الأطفال. كما اطّلع الوفد على برنامج للذكاء الاصطناعي يطوره المركز لرصد وتتبع الميليشيات المتورطة في هذه الظاهرة عالميا.