الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

شراكة مغربية إسبانية لتعزيز الابتكار في الطاقة المتجددة وتحلية المياه


تواصل المملكة المغربية وإسبانيا تعزيز تعاونهما العلمي والتقني في مجال الطاقة المتجددة من خلال مشروعين جديدين تم اختيارهما ضمن مبادرة INNO-ESPAMAROC ENERGY، التي أعلن عن نتائج نسختها الرابعة خلال القمة العالمية الخامسة للهيدروجين الأخضر (Power-to-X). وقد خصص لهذه الدورة غلاف مالي بلغ 3 ملايين درهم لدعم مشاريع البحث والابتكار المشتركة في مجالات الطاقة الخضراء وتحلية المياه عبر تقنيات الطاقة المتجددة.

ويشرف على هذه المبادرة المعهد المغربي لأبحاث الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) بشراكة مع المركز الإسباني للتنمية التكنولوجية الصناعية (CDTI)، عبر لجان علمية واستراتيجية مختصة في تقييم المشاريع. وتهدف المبادرة إلى تحويل نتائج البحث العلمي إلى حلول عملية تساهم في تسريع الانتقال الطاقي العالمي، وتعزيز القدرة التنافسية الصناعية لكلا البلدين.

ويحمل المشروع الأول اسم E-PAVE، ويهدف إلى تحويل البنية التحتية الطرقية إلى مصدر للطاقة المتجددة من خلال دمج أغشية كهروضغطية متناهية الصغر في طبقات الإسفلت لالتقاط الطاقة الناتجة عن حركة المركبات، مع الحفاظ على متانة الطرق ومقاومتها. ويشارك في هذا المشروع كل من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وكلية العلوم عين الشق، إلى جانب شركة FOX Transport.

أما المشروع الثاني STDSCWG، فيركز على توفير مياه الشرب في المناطق الجافة وشحيحة الموارد المائية، عبر نظام تحلية يعتمد على الطاقة المتجددة وقادر على ضبط الأداء تلقائيا لتقليل التكاليف والخسائر. ويشارك في هذا المشروع المعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة كشريك علمي، وشركة Harmony Technology كشريك صناعي.

وتتجاوز نتائج هذه المشاريع الجانب العلمي لتشمل مجالات متعددة، من أبرزها تطوير حلول مبتكرة قابلة للتصدير، وتعزيز السيادة الطاقية، ودعم تنافسية الصناعات المغربية والإسبانية، وخلق فرص جديدة للتكوين والتشغيل لفائدة الكفاءات العليا.

يذكر أن القمة العالمية الخامسة للهيدروجين الأخضر، التي انعقدت في مراكش يومي 1 و2 أكتوبر، استقطبت نحو 2000 مشارك من 40 دولة، و125 متحدثا ناقشوا "فجوة الهيدروجين" بين الطموحات المعلنة والإنجازات المحققة.

وعلى هامش القمة، شدد مسؤولون مغاربة وعدد من الفاعلين الدوليين على الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها المملكة في مجال الهيدروجين الأخضر، مؤكدين أن موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية يؤهلانها لتكون مركزاً إقليمياً لجذب الاستثمارات وبناء سلسلة قيمة تنافسية في هذا القطاع الواعد.