خففت إسرائيل من وتيرة هجومها على غزة اليوم السبت، بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف القصف، إثر إعلان حركة حماس استعدادها للإفراج عن الأسرى في إطار خطته لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. ورغم الهدوء النسبي الذي شهدته بداية اليوم مقارنة بالأسابيع الأخيرة، أفادت مصادر طبية بمقتل 21 شخصا على الأقل جراء القصف والغارات الإسرائيلية على القطاع منذ مطالبة ترامب بوقف الهجمات مساء أمس الجمعة، بينهم عشرة أشخاص، من ضمنهم أطفال، في غارة استهدفت منزلا في حي التفاح بمدينة غزة، ما أدى أيضا إلى تدمير مبان مجاورة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى خلال اليوم الماضي بلغ 66 فلسطينيا في أنحاء القطاع.
وأكد ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" أنه يقدر توقف إسرائيل المؤقت للقصف، داعيا حماس إلى التحرك بسرعة لتنفيذ خطته، محذرا من أن التأخير أو أي اتفاق لا يضمن أمن إسرائيل سيكون غير مقبول. وأضاف: "لن أقبل بالتسويف، ولن أقبل بأي نتيجة تجعل غزة تهديدا من جديد. لننجز هذا بسرعة، فالجميع سيعامل بعدل". وكانت حماس قد أبدت، يوم الجمعة، قبولها لعدد من البنود الأساسية في الخطة ذات النقاط العشرين التي طرحها ترامب، والتي تشمل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل والإفراج المتبادل عن الأسرى.
وفي واشنطن، أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب أرسل مبعوثيه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى مصر لوضع اللمسات التقنية على صفقة تبادل الأسرى ومناقشة اتفاق سلام دائم. وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن وفودا فلسطينية وإسرائيلية ستحضر أيضا محادثات غير مباشرة في القاهرة حول خطة ترامب. وقد لقي إعلان حماس ترحيبا دوليا واسعا، إذ أعرب عدد من قادة العالم عن أملهم في إنهاء أطول وأعنف نزاع عرفته إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، ودعوا إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
كما جاء موقف داعم من حركة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت تأييدها لاستجابة حماس للخطة، وهو ما اعتبر خطوة قد تسهم في إنجاح عملية الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى الطرفين. وقد أحيا هذا التطور آمال الفلسطينيين في غزة الذين عانوا من دمار متواصل ومحاولات فاشلة للتهدئة خلال العامين الماضيين. لكن رغم التفاؤل، لا تزال قضايا خلافية مطروحة، من أبرزها مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس، ما يثير المخاوف من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقود أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل، قد يتراجع عن تنفيذ الاتفاق.
وأعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل تستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب المتعلقة بالإفراج عن الأسرى، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن القيادة السياسية أمرت الجيش بتقليص عملياته الهجومية في القطاع. وقد بذل ترامب جهودا مكثفة لإنهاء الحرب التي جعلت إسرائيل في عزلة دولية متزايدة، مؤكدا أن حماس "أبدت استعدادا للسلام الدائم"، وداعيا الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف الفوري عن القصف لتأمين الإفراج الآمن عن الأسرى.
ويواجه نتنياهو ضغوطا داخلية متصاعدة بين دعوات من عائلات الأسرى والرأي العام لإنهاء الحرب، وبين مطالب اليمين المتطرف في حكومته بمواصلة العمليات حتى القضاء الكامل على حماس. وقالت إفرات مشيكافا، إحدى الناشطات في منتدى عائلات الأسرى، إن "الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب المروعة وإعادة جميع الأسرى، فنحن نريد إعادة الإعمار وبدء مرحلة جديدة من الحياة".