الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

شباب “جيل زد 212” يواصل احتجاجاته للأسبوع الثاني مطالبا بإصلاح الصحة والتعليم


واصلت حركة الشباب المغربي المعروفة باسم "جيل زد 212" احتجاجاتها لليلة الثامنة على التوالي، مطالبة بإصلاحات جذرية في قطاعات الصحة والتعليم العمومي. الحركة التي تضم أكثر من 180 ألف عضو على منصة "ديسكورد" تؤكد على الطابع السلمي لتحركاتها، إذ اتسمت جميع التجمعات الأخيرة بالهدوء والانضباط رغم اتساع رقعتها الجغرافية.

في مدن متعددة من شمال المملكة إلى جنوبها، خرج مئات الشباب مساء أمس السبت إلى الشوارع، مرددين شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد. ففي تطوان، رفع المحتجون لافتات كتب عليها "الشعب يريد إسقاط الفساد" و"حرية، كرامة وعدالة اجتماعية"، فيما صدحت أصوات المحتجين في الدار البيضاء بشعار "الشعب يريد الصحة والتعليم"، بينما شهدت العاصمة الرباط تجمعا محدودا أمام مبنى البرلمان.

الحركة، التي يقودها ناشطون مجهولو الهوية عبر الإنترنت، كانت قد دعت عبر منصة "ديسكورد" إلى تنظيم وقفات احتجاجية متزامنة في 14 مدينة مغربية بين السادسة والتاسعة مساء، للمطالبة بإصلاح الخدمات الاجتماعية، خصوصا الصحة والتعليم، ووضع حد للفساد، إضافة إلى المطالبة باستقالة رئيس الحكومة عزيز أخنوش الذي تنتهي ولايته العام المقبل.

وشهدت مدن مغربية عدة مساء الجمعة مظاهرات مماثلة شارك فيها مئات الأشخاص في الرباط وأكادير ومدن أخرى، بينما سجلت قبل يومين حوادث عنف في بعض المدن الصغيرة، حيث أعلنت السلطات مقتل ثلاثة أشخاص برصاص الشرطة "في إطار الدفاع الشرعي عن النفس" بعد محاولتهم اقتحام مركزا للدرك الملكي في مدينة لقليعة قرب أكادير.

وتأتي هذه التعبئة الشبابية بعد احتجاجات متفرقة شهدتها البلاد منتصف شتنبر إثر وفاة مجموعة من النساء الحوامل داخل المستشفى العمومي بأكادير أثناء عمليات قيصرية، وهي الحادثة التي أثارت موجة من الغضب الشعبي واعتبرت دليلا على تدهور المنظومة الصحية العمومية. ومنذ ذلك الحين، تحولت المأساة إلى رمز للاختلالات العميقة في الخدمات الاجتماعية، ما غذى شعورا متزايدا بالسخط وعدم المساواة في صفوف الشباب المغربي.

ويرى مراقبون أن احتجاجات "جيل زد 212" تمثل تحولا نوعيا في علاقة الشباب المغربي بالشأن العام، إذ كسرت الصورة النمطية عن عزوف الجيل الجديد عن السياسة، وأظهرت وعيا مدنيا متقدما يسعى إلى التغيير عبر وسائل سلمية وتنظيم رقمي متطور.