سجل الذهب هذا الأسبوع ارتفاعا تاريخيا غير مسبوق متجاوزا حاجز 4000 دولار للأوقية، في قفزة جعلته على المسار نحو أفضل أداء سنوي له منذ الثورة الإيرانية عام 1979، مؤكدا مكانته كمؤشر حساس للتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية في العالم.
وحقق المعدن الأصفر مكاسب بلغت 53% منذ بداية السنة، بعد ارتفاع قوي بنسبة 27% في عام 2024، مدفوعا بإقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتطورات السياسية في الولايات المتحدة واليابان وفرنسا، إلى جانب التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وخالف الذهب توقعات المحللين بعد تسجيله مستويات قياسية متكررة خلال السنة، مدعوما بآفاق خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهو ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر أرباحا أو فوائد، إضافة إلى تأثير ذلك في إضعاف الدولار.
ويتوقع المتعاملون في الأسواق خفضين إضافيين في أسعار الفائدة هذا العام، إذ تظهر بيانات أداة "CME FedWatch" احتمالا بنسبة 95% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 29 أكتوبر المقبل.
كما ساهمت الزيادة في مشتريات البنوك المركزية بهدف تنويع الأصول، إلى جانب التدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، في تعزيز مكانة المعدن النفيس. ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي، بلغت التدفقات نحو هذه الصناديق 64 مليار دولار منذ بداية العام، بعد أربع سنوات من تسجيل صافي خروج بلغ 23 مليار دولار.
وفي الهند، ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، سجلت الصناديق المدعومة بالذهب أكبر تدفق شهري لها في شتنبر، لترتفع الأصول المدارة إلى مستوى قياسي بلغ 10 مليارات دولار.
وفي المقابل، واصلت الفضة أيضا صعودها لتتداول عند 51 دولارا للأوقية بعد أن بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 51.22 دولارا في وقت سابق من الجلسة، مسجلة مكاسب سنوية بلغت 72%، مدفوعة بالعوامل نفسها التي دعمت الذهب، إضافة إلى شح المعروض في السوق.