الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

تحركات أمريكية أوروبية تؤكد دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية


عقد المبعوث الأمريكي الخاص لإفريقيا، مسعد بولوس، لقاء في بروكسيل مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أكد خلاله الجانبان التزامهما المشترك تجاه عدد من القضايا الإفريقية، من بينها قضية الصحراء المغربية.

ويأتي هذا اللقاء الدبلوماسي في سياق تصاعد الدعم الدولي المتنامي لوحدة المغرب الترابية، وقبيل تصويت مرتقب في مجلس الأمن الدولي حول الملف خلال هذا الشهر.

وقال بولوس في منشور على حسابه الرسمي بمنصة "إكس": "سررت بلقاء رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين في بروكسيل. جددنا التزامنا المشترك بالتعاون مع شركائنا الأفارقة، وسنواصل التنسيق بشأن ليبيا والسودان والمغرب، بما في ذلك قضية الصحراء".

وفي شتنبر الماضي، عقد بولوس اجتماعين في نيويورك مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، جدد خلالهما موقف واشنطن الثابت بأن "الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد لقضية الصحراء".

وفي سياق مواز، أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو أن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، انسجاما مع اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء. وقال لاندو عقب لقائه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة: "الولايات المتحدة اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، وضمن مبادرات إدارة ترامب لتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية، نعمل على دعم مشاريع استثمارية جديدة في الأقاليم الجنوبية".

ويأتي ذلك في وقت يشهد زخما دبلوماسيا واقتصاديا متزايدا، توج هذا الأسبوع بانعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي الفرنسي في الداخلة، حيث أكدت باريس رغبتها في أن تكون شريكا في تنمية الأقاليم الجنوبية. وقد تضمن المنتدى الإعلان عن مشاريع فرنسية جديدة، منها مدارس ومركز ثقافي ومكتب لمعالجة طلبات التأشيرة وتوسيع نطاق عمل الوكالة الفرنسية للتنمية ليشمل هذه الأقاليم.

كما أعلنت المفوضية الأوروبية توقيع اتفاق زراعي معدل بين المغرب والاتحاد الأوروبي، يشمل منتجات الصحراء ويمنحها المعاملة التفضيلية نفسها، وهو ما اعتبر تأكيدا إضافيا على اعتراف بروكسيل بالواقع الاقتصادي والقانوني الجديد في الأقاليم الجنوبية.

على الصعيد الدبلوماسي، التقى السفير المغربي في موسكو لطفي بوشعرة، الخميس الماضي، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، لبحث تطورات قضية الصحراء قبيل التصويت المنتظر في مجلس الأمن. ويلاحظ أن الموقف الروسي تطور من معارضة صريحة إلى حياد استراتيجي، يعكس إعادة تموضع موسكو في ظل التوازنات الجديدة.

وفي أبريل الماضي، وجه المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا ضربة قاصمة للأطروحة الانفصالية حين أكد أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو "السبيل الواقعي الوحيد للتسوية"، داعيا إلى انخراط جاد للدول الأعضاء في المجلس لتحقيق خريطة طريق جديدة نحو الحل السياسي النهائي.