يستعد المغرب لبدء استخراج اليورانيوم من احتياطياته الضخمة من الفوسفاط، في خطوة من شأنها أن تجعل المملكة فاعلا رئيسيا في صناعة اليورانيوم العالمية، وفق تقارير صحفية دولية.
ويستخدم اليورانيوم أساسا كوقود في المفاعلات النووية، حيث تفكك ذراته لإنتاج كميات هائلة من الطاقة. ويستخلص من الحمض الفوسفوري، ويزداد الاهتمام به مجددا مع تزايد الإقبال العالمي على الطاقة النووية باعتبارها خيارا نظيفا وفعالا لتوليد الكهرباء.
ومع تصاعد الطلب العالمي على مصادر الطاقة المستدامة والآمنة، يستعد المغرب لإنتاج اليورانيوم لتعزيز سيادته الطاقية والمساهمة في تنويع سلاسل التوريد العالمية لهذه المادة الحيوية. وتشير المعطيات الجيولوجية إلى أن مكامن الفوسفاط المغربية تحتوي على كميات ضخمة من اليورانيوم القابل للاستخراج، مما يضع المملكة في موقع استراتيجي لتلبية الطلب العالمي المتنامي.
ويمتلك المغرب ما يقارب خمسين مليار طن من احتياطيات الفوسفاط التي تحتوي على نحو 6.9 ملايين طن من اليورانيوم، ما يجعله صاحب أكبر احتياطي غير تقليدي من هذه المادة في العالم، ويمنحه قدرة على توفير إمدادات مستدامة.
ومن شأن بروز المغرب كمورد موثوق أن يعيد تشكيل مشهد الطاقة العالمي، خاصة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية التي تعصف بسلاسل التوريد التقليدية لليورانيوم. كما أن دخول المملكة إلى سوق إنتاج اليورانيوم سيحمل انعكاسات اقتصادية وجيوسياسية واسعة، إذ سيساهم في تعزيز المعروض العالمي وتقليص الاعتماد على مناطق تشهد توترات سياسية، إضافة إلى فتح آفاق شراكات استراتيجية جديدة، خصوصا مع أوروبا وإفريقيا.
وتعكس الشراكات المتنامية بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجالات عدة، من بينها الطب النووي والأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية، التزام المملكة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.