الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

حركة صحراويون من أجل السلام تعتبر مقترح الحكم الذاتي المغربي فرصة حقيقية للصحراويين


قدّمت "حركة صحراويون من أجل السلام" نفسها كخيار ثالث للحوار الهادف إلى إيجاد حل سياسي سلمي لقضية الصحراء المغربية. ففي حديث خص به صحيفة "أتالاير" الإسبانية عقب مشاركته في أعمال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة حول تصفية الاستعمار والصحراء المغربية، أوضح الأمين الأول للحركة الحاج أحمد باريكلا أن هذا الظهور أمام المنظمة الدولية هو الأول من نوعه منذ تأسيس الحركة قبل أكثر من خمس سنوات، مؤكدا أن الحركة جاءت لتطرح ما وصفه بـ"الصيغة السحرية" لحل النزاع، وهي خيار "الطريق الثالث" بين موقف جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وجنوب إفريقيا، وموقف المغرب الذي يحظى بتأييد واسع من المجتمع الدولي.

وقال باريكلا إن الحرب أو الحل العسكري أصبحا مستحيلين، وأن الحل الوحيد الواقعي هو التفاوض من أجل تسوية سياسية سلمية لا غالب فيها ولا مغلوب، مضيفا أن حركته رسخت خلال خمس سنوات موقعها كقوة ثالثة تقدم هذا الحل التوافقي. وأشار إلى أن هذا الخيار يستند جزئيا إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب ويحظى بدعم أغلب القوى الدولية، معتبرا أنه يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو تسوية دائمة.

وأكد باريكلا أن المقترح المغربي يمثل فرصة حقيقية أمام الصحراويين لا ينبغي إضاعتها، موضحا أن خيار الانفصال الذي تروج له جبهة البوليساريو لم يعد واقعيا، كما أن إدماج المنطقة بشكل كامل في المملكة دون توافق لن يكون مقبولا، لذلك فإن الحل الوسط هو الخيار الأمثل. وأضاف أن الحركة أعدت مبادرة تتماشى مع روح المقترح المغربي، وهي مستعدة لعرضها على طاولة المفاوضات في حال استئناف العملية السياسية التي يشرف عليها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا.

وشدد باريكلا على أن حركته يجب أن تكون طرفا في أي مفاوضات مقبلة، لأن البوليساريو لم تعد الممثل الوحيد للصحراويين، معتبرا أن التمثيلية الشرعية تكتسب من صناديق الاقتراع لا من فوهات البنادق. وأضاف أن الجمود الذي يطبع المسار الأممي منذ أكثر من ثلاثة عقود لن يكسر إلا بإدخال فاعلين جدد، وأن "حركة صحراويون من أجل السلام" هي العنصر الجديد القادر على تحريك هذا الملف.

وفي تعليقه على مواقف الدول الكبرى، أشار باريكلا إلى أن دعم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب دول أخرى كألمانيا وإسبانيا للمقترح المغربي، سيشكل عاملا حاسما في المرحلة المقبلة، متوقعا أن تصدر قريبا قرارات أممية تعكس هذا التوجه وتعطي دفعة قوية للمسار السياسي.

وأوضح أن أنشطة الحركة في الولايات المتحدة جاءت تتويجا لمسار دبلوماسي متنام شمل انضمامها إلى "الأممية الاشتراكية" وإقامتها لعلاقات مع حكومات وأحزاب ومؤسسات بحثية عديدة، ما يعزز مكانتها كطرف ذي مصداقية في الملف. وأضاف أن لقاءاته في واشنطن مع أعضاء الكونغرس ومسؤولين سابقين في وزارة الخارجية الأمريكية لاقت ترحيبا بالمقترح الذي تدافع عنه الحركة، مؤكدا أن المستقبل القريب سيشهد حضورا أكبر لها في الساحة السياسية الدولية.