حقق أسود الأطلس إنجازا تاريخيا جديدا بفوزهم السادس عشر على التوالي، ليواصلوا سلسلة انتصارات غير مسبوقة في تاريخ الكرة المغربية، بعد فوزهم على منتخب الكونغو بهدف دون رد في مباراة مثيرة حبست أنفاس الجماهير. هذا الفوز لم يكن مجرد رقم جديد، بل شهادة على روح العزيمة والإصرار التي تميز هذا الجيل من اللاعبين، بقيادة المدرب وليد الركراكي، الذي يواصل كتابة التاريخ مع المنتخب الوطني.
سجل يوسف النصيري الهدف الذهبي في الدقيقة 63، ليقود المغرب إلى الانتصار الثامن على التوالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ويصبح المنتخب الوحيد في القارة الإفريقية الذي حقق العلامة الكاملة بثماني انتصارات من ثماني مباريات. بهذا الإنجاز، تجاوز المنتخب المغربي الرقم القياسي السابق لإسبانيا التي حققت 15 انتصارا متتاليا بين عامي 2008 و2009.
الركراكي عبر عن فخره الكبير بلاعبيه قائلا: "لعبنا بنفس التركيز الذي ظهرنا به أمام البحرين. واجهنا خصما أغلق المساحات، لكن صبرنا كان سلاحنا الأقوى حتى وصلنا للهدف المنشود". وأضاف: "في كأس أمم إفريقيا سنواجه دفاعات متكتلة أكثر، وعلينا تطوير أدائنا الفني والتكتيكي لاستغلال الثغرات". وختم بتوجيه الشكر للجماهير قائلا: "وجود نجوم مثل مزراوي وأمرابط وأوناحي ورحيمي سيمنحنا قوة إضافية. اللاعبون يقدمون كل ما لديهم لإسعاد المغاربة، ونحتاج دائما دعمكم المتواصل".
المنتخب المغربي، الذي يعيش واحدة من أفضل فتراته الكروية، يبدو في طريقه لتحقيق المزيد من الأمجاد، إذ لم تستقبل شباكه سوى أهداف قليلة خلال هذه السلسلة التاريخية، بينما واصل هجومه الفعالية العالية. ومع اقتراب نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق في الحادي والعشرين من دجنبر المقبل بمواجهة جزر القمر، يبدو أن طموحات الأسود لا حدود لها.