الخميس، 21 أغسطس 2025

المغرب وإثيوبيا يعززان الشراكة النسائية في الزراعة عبر أسبوع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني


اختتمت في أديس أبابا فعاليات الدورة الأولى من "أسبوع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني المغربي-الإثيوبي"، الذي ركز على تعزيز دور المرأة في القطاع الزراعي وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين. وجاءت هذه التظاهرة، المنظمة تحت شعار "ريادة مستدامة في الزراعة: تعاون بقيادة النساء"، لتشكل منصة عملية لتبادل الخبرات وتعزيز شراكات اقتصادية مبتكرة بين نساء الأعمال في المغرب وإثيوبيا.

الحدث الذي نظم بشراكة بين سفارة المغرب في إثيوبيا ووزارة المرأة والشؤون الاجتماعية الإثيوبية جمع تعاونيات نسائية ومقاولات من البلدين لتبادل التجارب وبناء شبكات تعاون طويلة الأمد. وضم المعرض المصاحب للحدث مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية التي أبدعتها نساء مقاولات، في دليل واضح على إمكاناتهن الإبداعية والاقتصادية.

وفي افتتاح الأسبوع، أشادت سفيرة المغرب في إثيوبيا ودجيبوتي، نزهة العلوي المحمدي، بالمبادرة التي تقرب بين البلدين وتدعم بشكل خاص دور المرأة في الاقتصاد. وكشفت أن ثماني تعاونيات مغربية وشركتين ناشئتين التزمتا بإطلاق شراكات فعلية مع نظيراتهن الإثيوبيات.

من جانبها، أكدت وزيرة المرأة والشؤون الاجتماعية الإثيوبية، إرغوغ تيسفاي، على عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع البلدين، مبرزة أن أكثر من 8 ملايين امرأة إثيوبية منخرطة في تعاونيات ساهمت في تعبئة ما يفوق 26 مليار بير، وهو ما يشكل قيمة مضافة مهمة للاقتصاد الوطني الإثيوبي. ودعت إلى تعزيز الدعم التقني والمالي لدفع هذه الإنجازات إلى مستويات أكبر.

وفي السياق نفسه، أكدت سارة يرغا، مؤسسة شركة "YA Coffee & Cherish Addis Women in Coffee"، أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ليس مجرد توجه مؤقت، بل حركة تحويلية قائمة على العدالة والشمول والكرامة، خاصة لفائدة النساء والشباب والفئات الهشة. وأشادت بريادة المغرب في هذا المجال، مثمنة الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة لإثيوبيا التي دعمت المقاولات النسائية، خاصة في قطاع القهوة.

أما نبيـلة تبور، المديرة العامة لمؤسسة "بديع" التابعة لمجموعة OCP، فقد أبرزت أن هذه المؤسسة تدمج الربح مع الأثر الاجتماعي من خلال نماذج تمويل مرنة، وتوسيع فرص الولوج إلى الأسواق وتعزيز قوة العلامة التجارية للتعاونيات النسائية والمقاولات الصغرى. وأكدت أن المرأة في القطاع الزراعي "ليست مجرد مستفيدة بل قائدة وقادرة على زرع بذور التغيير".

وعلى امتداد الأسبوع، عرض البلدان سياساتهما العمومية لتعزيز المساواة بين الجنسين، بما في ذلك الأطر القانونية وحملات التوعية وبرامج التكوين المهني والدعم المباشر للمقاولات النسائية. وحظيت مجموعة OCP باعتراف خاص لدورها الريادي في الاستثمار بالمشاريع الزراعية الموجهة أساسا لدعم النساء والشباب.

وقد شكل أسبوع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني المغربي-الإثيوبي خطوة جديدة نحو توطيد التعاون الثنائي وتشجيع الابتكار المشترك، مع وضع النساء في صلب الجهود لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.