الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

فضيحة إبستين تطارد الأمير البريطاني أندرو وتدفعه للتخلي عن ألقابه الأميرية


أعلن الأمير البريطاني أندرو يوم الجمعة تخليه عن استخدام لقب "دوق يورك" بعد سنوات من الانتقادات الحادة المرتبطة بسلوكه وعلاقاته برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية.

ويُعد أندرو، الشقيق الأصغر للملك تشارلز الثاني وابن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، من أكثر أفراد العائلة الملكية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، خصوصا بسبب صلاته بجيفري إبستين، إلى جانب تقارير حكومية كشفت العام الماضي أن أحد شركائه التجاريين المقربين كان يشتبه في كونه جاسوسا صينيا.

وفي بيان أصدره، قال أندرو إن "الاتهامات المستمرة ضدي أصبحت تشكل تشويشا على عمل شقيقي الملك تشارلز وعلى الدور الأوسع للعائلة الملكية"، مضيفا: "قررت، كما فعلت دائما، أن أضع واجبي تجاه أسرتي وبلدي فوق كل اعتبار. أؤكد التزامي بقراري قبل خمس سنوات بالابتعاد عن الحياة العامة".

وأضاف: "وبالاتفاق مع جلالة الملك، رأينا أنه يجب أن أتخذ خطوة إضافية، لذلك لن أستخدم بعد الآن اللقب أو الامتيازات الممنوحة لي. وكما أكدت سابقا، أنفي بشدة جميع الاتهامات الموجهة إلي". وأوضح مصدر في القصر الملكي أن القرار جاء بعد مناقشات مع كبار أفراد العائلة، وأن الملك كان "راضيا" عن النتيجة.

ويبلغ الأمير أندرو من العمر 65 عاما، وكان ينظر إليه في شبابه كضابط بحري وسيم خدم في حرب فوكلاند في أوائل الثمانينيات. لكنه اضطر للتخلي عن منصبه كمبعوث تجاري للمملكة المتحدة عام 2011، قبل أن يتنحى عن جميع مهامه الملكية عام 2019، ثم جرد من ألقابه العسكرية ورعاياته الملكية عام 2022 إثر اتهامات بسوء سلوك جنسي نفى صحتها مرارا.

وفي العام نفسه، توصل إلى تسوية مع الأمريكية فيرجينيا جوفري التي اتهمته بالاعتداء عليها جنسيا عندما كانت قاصرة، وهي المزاعم التي أنكرها تماما. وأعيدت القضية إلى الواجهة بعد صدور مذكرات جوفري التي توفيت في أبريل الماضي، حيث وصفت في كتابها الأمير بأنه "شخص يعتبر نفسه فوق القانون"، بحسب مقتطفات نشرتها صحيفة "ذا غارديان".

وقال الكاتب المتخصص في الشؤون الملكية روبرت هاردمان لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "الأمور لم تختف ببساطة، ويبدو أن القصر قرر بالتوافق مع الأمير أن تكون هناك قطيعة إضافية"، مضيفا أن أندرو "يحاول أن يظهر بمظهر المبادر ليستعيد بعضا من كرامته".

وأظهرت استطلاعات للرأي أن غالبية البريطانيين تؤيد هذا القرار، إذ كشف استطلاع أجرته "يوغوف" أن 67% من البريطانيين يدعمون تجريده من ألقابه المتبقية، في حين عبّر 13% فقط عن رفضهم لذلك. واستطلاع آخر أشار إلى أن 5% فقط من البريطانيين ينظرون إليه نظرة إيجابية.

ورغم تخليه عن لقب "صاحب السمو الملكي"، سيحتفظ الأمير بلقبه كأمير وبإقامته في "رويال لودج" ضمن مجمع قلعة وندسور غرب لندن، لكنه لن يشارك بعد الآن في التجمعات العائلية الملكية، مثل احتفالات عيد الميلاد في ساندرينغهام.

أما ابنتاه الأميرتان بياتريس ويوجيني فلن تتأثرا بالقرار، بينما ستفقد زوجته السابقة سارة فيرغسون أيضا لقب "دوقة يورك". وكانت الأخيرة قد خسرت دعم عدد من الجمعيات الخيرية بعد أن وصفت إبستين في رسالة إلكترونية بأنه "صديق رائع"، رغم إدانته عام 2008 في قضية دعارة قاصرات.

كما واجه أندرو متاعب أخرى تتعلق بعلاقاته التجارية، إذ كشفت وثائق قضائية في ديسمبر الماضي أن رجل أعمال صينيا كان مفوضا لتمثيله في جذب الاستثمارات، مُنع من دخول بريطانيا لأسباب تتعلق بالأمن القومي بعد الاشتباه في كونه جاسوسا.

ويعد تخلي أندرو عن لقب "دوق يورك" خطوة نادرة في تاريخ العائلة الملكية، إذ أوضح المؤرخ أنتوني سيلدن لهيئة "بي بي سي" أن آخر مرة تم فيها تجريد أحد كبار أفراد العائلة من لقب دوق كانت قبل أكثر من مئة عام، واصفا الخطوة بأنها "تطور تاريخي بالغ الأهمية".