الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

تجدد الغارات الإسرائيلية يهدد وقف إطلاق النار في غزة


شن الجيش الإسرائيلي هجوما على قطاع غزة يوم الأحد، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية وشهود عيان، مما أضعف الآمال في أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة إلى سلام دائم في القطاع، بينما تبادلت إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد. وقد شكلت هذه الغارات أعنف اختبار للهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ في 11 أكتوبر.

وقال سكان من غزة لوكالة رويترز إنهم سمعوا انفجارات وإطلاق نار في مدينة رفح جنوب القطاع، فيما تحدث شهود آخرون عن نيران كثيفة أطلقتها دبابات إسرائيلية في بلدة عبسان شرقي خان يونس. كما سُمع دوي غارات جوية على رفح في وقت مبكر من بعد ظهر الأحد.

ورفض متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية تأكيد أو نفي وقوع الهجمات، محيلا الاستفسارات إلى الجيش، الذي لم يصدر أي تعليق فوري. وأعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل فلسطينيين اثنين في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة جباليا الشرقية شمال القطاع.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الجيش الإسرائيلي شن غارات على معبر رفح بعد أن هاجمه مقاتلون فلسطينيون هناك، من دون أن تذكر مصادرها. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن حماس نفذت عدة هجمات ضد القوات الإسرائيلية داخل غزة، من بينها هجوم بقذائف مضادة للدروع وآخر قنص جنود إسرائيليين، مضيفا أن هذه الهجمات وقعت في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية واصفا إياها بـ"الانتهاك الجريء للهدنة".

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إن الحركة ما زالت ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، متهما إسرائيل بخرقه المتكرر. ولم يشر أي من الطرفين إلى الغارات التي شنت الأحد في تصريحاتهما. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل ارتكبت 47 خرقا منذ توقيع اتفاق الهدنة، ما أسفر عن مقتل 38 شخصا وإصابة 143 آخرين، مضيفا أن هذه الانتهاكات شملت إطلاق النار على مدنيين واستهدافات مباشرة واعتقالات.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن معبر رفح بين غزة ومصر سيبقى مغلقا حتى إشعار آخر، في حين تتبادل تل أبيب وحماس الاتهامات بشأن خرق الاتفاق. ويشكل فتح المعبر جزءا من صفقة الهدنة التي تنص أيضا على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، حيث يعاني مئات الآلاف من السكان من خطر المجاعة وفق تقارير أممية.

وتستمر الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن تسليم جثامين الرهائن، إذ تطالب إسرائيل الحركة بإعادة جثث جميع الرهائن البالغ عددهم 28، بعدما تسلمت 20 رهينة على قيد الحياة و12 جثة. وأكدت حماس أنها لا تحتفظ بأي جثث، وأن عملية انتشالها تتطلب معدات وجهودا خاصة بسبب الدمار الهائل في بعض المناطق.

ولا تزال عقبات كبيرة تعترض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، إذ لم تُحسم بعد قضايا نزع سلاح حماس، وإدارة غزة، وتشكيل قوة دولية للاستقرار، إلى جانب الخطوات نحو إقامة دولة فلسطينية.

ورفضت السفارة الأمريكية في القدس التعليق على التطورات، وأحالت الاستفسارات إلى وزارة الخارجية الأمريكية. وأدى تجدد القتال في غزة ومخاوف انهيار الهدنة إلى تراجع مؤشرات الأسهم الرئيسية في تل أبيب بنحو 2% يوم الأحد.