في تجسيد عملي لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الرامية إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني مع الحلفاء الاستراتيجيين، استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، يوم الاثنين بالرباط، الفريق جيش داغفين أندرسون، قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم"، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لتأكيد متانة العلاقات التي تجمع المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، ولبحث سبل الارتقاء بالتعاون العسكري بين البلدين نحو آفاق أرحب، وفقا لخارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع 2020-2030، الموقعة بالرباط سنة 2020، والتي تشكل إطارا استراتيجيا للتخطيط المشترك، وتطوير القدرات الدفاعية، وتعزيز قابلية العمل الميداني المشترك.
وفي اليوم نفسه، استقبل الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، قائد "أفريكوم" بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، تنفيذا للتوجيهات الملكية الرامية إلى تطوير الشراكة الدفاعية متعددة الأبعاد بين البلدين. وتم خلال هذا اللقاء استعراض مختلف جوانب التعاون العسكري، خاصة في مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، والمناورات المشتركة، وعلى رأسها تمرين "الأسد الإفريقي"، الذي يعد نموذجا للتعاون الميداني الناجح بين القوات المغربية والأمريكية.
وتأتي هذه الزيارة في سياق رؤية ملكية شاملة تسعى إلى تحديث منظومة الدفاع الوطني وتعزيز القدرات العملياتية والتقنية للقوات المسلحة الملكية، بما يواكب التحولات الإقليمية والتحديات الأمنية الجديدة في منطقة الساحل وإفريقيا. كما تنسجم مع التوجه الملكي نحو إرساء صناعة دفاعية وطنية قادرة على نقل التكنولوجيا وتوطين الكفاءات المغربية في مجال التصنيع العسكري.
وقد عبر الفريق جيش داغفين أندرسون عن تقديره العميق لاحترافية القوات المسلحة الملكية، ودورها الريادي في دعم الأمن والاستقرار بالقارة الإفريقية، مشيدا بالتعاون الوثيق القائم مع المملكة والذي يجعل من المغرب شريكا استراتيجيا وموثوقا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وتؤكد تعليمات الملك محمد السادس الإرادة الثابتة لجعل المغرب نموذجا في التعاون العسكري المتوازن، القائم على تبادل الخبرات والمصالح المشتركة، وعلى توسيع مجالات العمل المشترك مع القوى الكبرى، بما يخدم الأمن القومي للمملكة ويعزز حضورها الإقليمي والدولي كفاعل مؤثر في استقرار إفريقيا والعالم العربي.