قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يفكر في إمكانية حث إسرائيل على الإفراج عن القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، المعتقل منذ أكثر من عشرين عاما، والذي رفضت إسرائيل مرارا منحه حريته. وقال ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" نشرت أمس الخميس: "لقد طرح علي هذا السؤال قبل حوالي 15 دقيقة من اتصالكم بي... كان هذا هو سؤال اليوم، وسأتخذ قرارا بشأنه".
وفي المقابلة نفسها، أشار ترامب إلى أن الفلسطينيين "يفتقرون إلى قائد واضح"، ردا على سؤال حول ما إذا كان البرغوثي قادرا على توحيد الفلسطينيين حول حل الدولتين وما إذا كان يجب الإفراج عنه رغم الرفض الإسرائيلي.
البرغوثي، البالغ من العمر 66 عاما، يقضي منذ سنة 2004 خمس عقوبات بالسجن المؤبد إضافة إلى 40 عاما، بعد أن أدانته محكمة إسرائيلية بتهم تتعلق بتنسيق هجمات وعمليات انتحارية ضد إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهي التهم التي ينفيها.
وينظر إلى البرغوثي باعتباره رمزا وطنيا ووريثا محتملا لياسر عرفات داخل حركة فتح، إذ يحظى باحترام واسع في صفوف الحركة وفي أوساط الفلسطينيين عموما، كما يتمتع بعلاقات جيدة مع قيادات من حماس وفصائل أخرى.
ويأتي طرح ملفه في سياق سياسي حساس، إذ أطلق ترامب هذا الشهر خطة من عشرين بندا لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحركة حماس، تضمنت وقف إطلاق النار مقابل إفراج إسرائيل عن نحو ألفي أسير فلسطيني مقابل عودة عشرين رهينة على قيد الحياة وتسليم جثامين خمسة عشر آخرين.
ولضمان تثبيت الهدنة رغم أعمال العنف المتفرقة، زار عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إسرائيل خلال الأيام العشرة الماضية، يتقدمهم ترامب الأسبوع الماضي، ثم مبعوثه ستيف ويتكوف، والمبعوث السابق جاريد كوشنر، كما زارها نائب الرئيس جي دي فانس هذا الأسبوع، ولحق بهم وزير الخارجية ماركو روبيو يوم الخميس.
وفي سياق متصل، تحدث أسيران فلسطينيان أفرج عنهما مؤخرا عن تعرض البرغوثي للضرب المبرح على يد ثمانية عناصر من الأمن الإسرائيلي خلال نقله في 14 شتنبر، وقالا إنهما تحدثا معه بعد الحادث مباشرة. وردت مصلحة السجون الإسرائيلية على هذه المزاعم بوصفها "كاذبة"، مؤكدة أنها "تعمل وفقا للقانون مع الحفاظ على سلامة جميع السجناء". وفي غشت الماضي، نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير تسجيلا مصورا من داخل السجن ظهر فيه وهو يخاطب البرغوثي قائلا: "لن تنتصر".
ويظل مستقبل القيادة الفلسطينية مطروحا بقوة، إذ يسيطر الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر 89 عاما، على أجزاء من الضفة الغربية، بينما تدير حماس قطاع غزة الذي دمرته الحرب. وانتخب عباس سنة 2005 لولاية من أربع سنوات لكن الانتخابات تأجلت مرارا منذ ذلك الحين.