سلط المشاركون الضوء أمس الجمعة على مبادرات المغرب في مجال الأمن الغذائي بإفريقيا خلال أشغال الجزء الوزاري للدورة السادسة العادية للجنة الفنية المتخصصة للاتحاد الإفريقي حول الفلاحة والتنمية القروية والمياه والبيئة.
وأكد الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، أن المغرب جعل من تحقيق الأمن الغذائي في القارة الإفريقية أولوية استراتيجية مدمجة ضمن برامجه التنموية الاجتماعية والاقتصادية، لاسيما من خلال الاستراتيجية الوطنية "الجيل الأخضر 2020-2030". وذكر بإطلاق المملكة لعدة مبادرات ملموسة ومشاريع رئيسية في إطار أجندتي 2030 و2063، إلى جانب مبادرات متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي.
وفي هذا السياق، أشار عروشي إلى دعوة المغرب لإنشاء صندوق دولي مخصص للأمن الغذائي في إفريقيا، خلال المراجعة الثانية لقمة الأمم المتحدة لأنظمة الغذاء (UNFSS+4)، وإطلاق مبادرتي "التكيف الفلاحي بإفريقيا" سنة 2016، و"الاستدامة والاستقرار والأمن بإفريقيا".
كما أبرز التزام المملكة عبر الشراكة الثلاثية بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والوكالة التنموية للاتحاد الإفريقي ومفوضية الاتحاد الإفريقي الموقعة سنة 2019، مشيرا إلى افتتاح المجموعة 12 مكتبا تمثيليا في القارة لتعزيز إنتاج الأسمدة وتوزيعها. وأضاف أن مجموعة OCP قدمت آلاف الأطنان من الأسمدة كهبات لعدد من الدول الإفريقية، في إطار روح التضامن التي ينهجها المغرب ودعمه للفلاحين الأفارقة.
ولفت الدبلوماسي إلى أن انعقاد هذه الدورة يأتي في مرحلة مفصلية للقارة، تتزامن مع الانتقال من "إعلان مالابو" (2014-2025) إلى "استراتيجية وخطة عمل كمبالا" (2026-2035)، مؤكدا أن المغرب يرحب بهذه المبادرات الإفريقية ويدعمها بشكل كامل، خصوصا ما يتعلق بالتحول المستدام للأنظمة الغذائية الإفريقية وتعزيز قدرتها على مواجهة التغيرات المناخية.
وأشار عروشي إلى أن المغرب حقق أعلى تقييم خلال دورة اللجنة الفنية للفترة 2023-2025، مما يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة في هذا المجال. وأوضح أن هذا الإنجاز يجسد الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، الذي جعل من الفلاحة ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.
وفي إطار التضامن الفاعل والسياسة الثابتة التي ينتهجها المغرب من أجل تعزيز التكامل جنوب-جنوب، ومع ما تواجهه القارة من تحديات متزايدة، جددت المملكة تأكيد استعدادها الكامل للتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والدول الأعضاء لترجمة توجهات "رؤية كمبالا" إلى إجراءات عملية. وشدد عروشي على أن المغرب سيواصل الدفاع عن قيم التضامن والوحدة والشراكة التي تشكل أساس العمل الإفريقي المشترك. وختم قائلا: "فلنعمل معا من أجل إفريقيا قادرة على الإنتاج وتأمين غذائها، مع الحفاظ المستدام على مواردها الطبيعية لفائدة الأجيال القادمة".
تجدر الإشارة إلى أن الجزء الوزاري من هذه الدورة، الذي تنظمه إدارة الفلاحة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة التابعة للاتحاد الإفريقي، سبقه اجتماع للخبراء وكبار المسؤولين يومي 21 و22 أكتوبر. ويهدف الاجتماع إلى مراجعة الوثائق السياسية والعملية المتعلقة بالفلاحة والتنمية القروية والمياه والبيئة، وتقديم التوصيات بشأنها إلى المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، إضافة إلى تقييم مدى تنفيذ قرارات الدورة السابقة ومتابعة تقدم البرامج والمشاريع الجارية.