الخميس، 21 أغسطس 2025

في خطوة غير مسبوقة.. منظمات حقوقية إسرائيلية تتهم تل أبيب بارتكاب إبادة جماعية في غزة


اتهمت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، في خطوة تعد الأولى من نوعها داخل المجتمع الإسرائيلي. حيث أكدت منظمتا "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان، إسرائيل" في مؤتمر صحفي بالقدس أن إسرائيل تقوم بـ"عمل منسق ومتعمد لتدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". وقالت المديرة التنفيذية لبتسيلم، يولي نوفاك: "التقرير الذي ننشره اليوم لم نكن نتخيل أننا سنضطر إلى كتابته. شعب غزة تم تهجيره وقصفه وتجويعه، وأصبح مجردا تماما من إنسانيته وحقوقه".

وركز تقرير "أطباء من أجل حقوق الإنسان" على الدمار الكبير الذي لحق بالمنظومة الصحية في غزة، مؤكدا أن ما جرى كان "تدميرا محسوبا ومنهجيا للبنية الصحية".

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقا فوريا حول التقرير، فيما سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى رفض الاتهامات، إذ وصف المتحدث باسمها، ديفيد منسر، التقرير بأنه "لا أساس له"، مضيفا أن "النية عنصر أساسي في تعريف الإبادة، ولا يمكن لدولة توصل 1.9 مليون طن من المساعدات، معظمها غذاء، أن تكون بصدد تنفيذ إبادة جماعية".

الحديث عن الإبادة الجماعية يثير حساسية خاصة في إسرائيل نظرا لجذور المصطلح القانونية التي صاغها فقهاء يهود بعد الهولوكوست النازي. وسبق للسلطات الإسرائيلية أن اعتبرت استخدام هذا المصطلح ضدها "افتراء معاديا للسامية". وفي دجنبر الماضي، عندما اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب "أفعال إبادة"، وصفتها وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنها "منظمة متطرفة ومتعصبة".

وتأتي هذه الاتهامات في وقت تشير فيه بيانات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل نحو 60 ألف شخص منذ اندلاع الحرب عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023، بينما تقول إسرائيل إن عمليتها العسكرية مبررة في إطار الدفاع عن النفس، وإن حركة حماس تتحمل المسؤولية عن معاناة المدنيين لرفضها إطلاق سراح الرهائن وتسليم السلاح. وقد أدت الحرب إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتشريد معظم سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، وسط تحذيرات دولية متزايدة من خطر المجاعة وسوء الأوضاع الإنسانية.

رغم هذا، يرى مراقبون أن هذه الاتهامات من داخل إسرائيل قد لا تغير كثيرا في الرأي العام المحلي، إذ يظل معظم الإسرائيليين يرون أن ما يحدث في غزة "ردع مشروع" بعد هجمات حماس، إلا أن بعض الأصوات في الإعلام الإسرائيلي بدأت تتحدث عن ضرورة الاعتراف بمعاناة المدنيين الفلسطينيين، حتى من دون قبول تهمة الإبادة الجماعية.