الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

مستشار الرئيس الأمركي مسعد بولس يشيد بقرار مجلس الأمن ويدعو إلى حوار مغربي جزائري


رحب مسعد بولس، المستشار الأمريكي السامي للشؤون العربية والإفريقية، بقرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية، واصفا إياه بأنه "ضربة قاضية للسرديات الانفصالية المتجاوزة التي روجت لها ميليشيا البوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نصف قرن".

وقال بولس في منشور على حسابه الرسمي في منصة X عقب تصويت يوم أمس: "ترحب الولايات المتحدة بالتصويت التاريخي لتمديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي، وتتطلع إلى دعم المفاوضات من أجل تحقيق السلام في الصحراء المغربية"، مؤكدا دعوة الرئيس الأمريكي لجميع الأطراف إلى الدخول في مفاوضات فورية للتوصل إلى حل دائم "قائم على الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية، وفق مقترح الحكم الذاتي الواقعي والمصداقي الذي قدمه المغرب".

وأضاف بولس: "أتفق تماما مع جلالة الملك محمد السادس بشأن أهمية إطلاق حوار أخوي بين المغرب والجزائر لحل هذا النزاع وبناء علاقات جديدة قائمة على الثقة. وتحت قيادة الرئيس ترامب، تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف لتحقيق سلام عادل ودائم".

ويشكل قرار مجلس الأمن رقم 2797 منعطفا حاسما في مسار هذا الملف، إذ حصل على 11 صوتا مؤيدا مقابل امتناع ثلاث دول (روسيا، الصين، وباكستان) عن التصويت، من دون أي اعتراض، مما رسخ مبدأ السيادة المغربية كمرجعية وحيدة لأي حل سياسي. وقد امتنعت الجزائر، بصفتها عضوا غير دائم في المجلس، عن التصويت، في إشارة ضمنية إلى فشلها الدبلوماسي أمام الإجماع الدولي المتزايد.

ونص القرار بوضوح على أن "الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية يمكن أن يشكل الحل الأكثر قابلية للتطبيق"، مؤكدا أن مقترح المغرب هو الإطار الواقعي والوحيد للمضي قدما، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى "تيسير المفاوضات على أساس مبادرة الحكم الذاتي المغربية".

ويعكس تصريح بولس المتفائل مواقفه السابقة التي عبر عنها في مقابلات إعلامية، حيث شدد على أن اعتراف الرئيس ترامب بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية "نهائي وغير قابل للمراجعة"، معتبرا أن الحل الشامل يبدأ بحوار مغربي جزائري مباشر.

ويأتي هذا القرار الأممي ليعزز الزخم الدبلوماسي الذي أطلقه الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب في دجنبر 2020، مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 هو الحل الوحيد الواقعي والمستدام للنزاع الإقليمي المفتعل.

وفي خطابه عقب اعتماد القرار، وصف الملك محمد السادس المرحلة الحالية بأنها "منعطف حاسم في تاريخ المغرب الحديث"، قائلا: "من اليوم، هناك ما قبل 31 أكتوبر 2025 وما بعده".

وأضاف العاهل المغربي: "حان الوقت لمغرب موحد يمتد من طنجة إلى لكويرة، لا يجرؤ أحد على المساس بحقوقه أو تجاوز حدوده التاريخية"، موجها في الوقت نفسه دعوة صريحة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لـ"حوار أخوي صادق لتأسيس علاقات جديدة قائمة على الثقة وحسن الجوار".