جدد الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش لهذه السنة التأكيد على موقف المغرب الثابت تجاه الجزائر، مبرزا عمق الروابط الإنسانية والتاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين.
وقال الملك: "الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك."
كما أكد حرصه الدائم على مد اليد إلى الجزائر، معبرا عن استعداد المغرب للحوار الصريح والمسؤول، والذي وصفه بالحوار الأخوي والصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.
وشدد الملك محمد السادس على أن هذا الالتزام الراسخ ينبع من إيمان المغرب بوحدة الشعوب المغاربية وقدرتها الجماعية على تجاوز الخلافات الحالية، قائلا: "إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف."
كما جدد تمسك المغرب بالاتحاد المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا، مؤكدا أنه "لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة".
ويعكس هذا الموقف الاستمرارية في رؤية الملك محمد السادس، الذي سبق وأن وجه، في خطابات سابقة، دعوات مماثلة لتجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة مع الجزائر. ففي خطاب عيد العرش لسنة 2021، شدد الملك على أن "أمن الجزائر وطمأنينتها من أمن المغرب واستقراره"، مؤكدا أن المغرب "لم ولن يكون مصدر تهديد للشعب الجزائري الشقيق". كما جدد في خطاب 2022 دعوته إلى "إعادة فتح الحدود بين البلدين وتعزيز التعاون لما فيه مصلحة الشعبين".
ويأتي هذا الخطاب الجديد ليؤكد مرة أخرى الإرادة المغربية الصادقة في بناء جسور الثقة وحسن الجوار مع الجزائر، في أفق فتح مرحلة إيجابية قائمة على الحوار والتعاون لما فيه خير شعوب المنطقة واستقرارها.