الخميس، 21 أغسطس 2025

الملك محمد السادس: "لا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين"


أكد الملك محمد السادس، في خطاب العرش الذي ألقاه قبل قليل، على أن التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، مهما بلغت من مستويات متقدمة، لا تكتسي قيمتها الحقيقية إلا إذا انعكست بشكل ملموس على تحسين ظروف عيش المواطنين في جميع المناطق والفئات الاجتماعية.

وقال الملك: "لن أكون راضيا، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم، بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين، من كل الفئات الاجتماعية، وفي جميع المناطق والجهات."

وشدد على أهمية التنمية البشرية وتعميم الحماية الاجتماعية ودعم الأسر المحتاجة بشكل مباشر، باعتبارها أساس بناء مجتمع متماسك ومتضامن.

كما أشار إلى نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2024، الذي كشف عن تحولات ديموغرافية واجتماعية ومجالية ينبغي أخذها بعين الاعتبار في صياغة وتنفيذ السياسات العمومية. ومن بين أبرز هذه المؤشرات الإيجابية، تسجيل انخفاض كبير في مستوى الفقر متعدد الأبعاد من 11.9 في المائة سنة 2014 إلى 6.8 في المائة سنة 2024، فضلا عن تجاوز المغرب هذه السنة عتبة مؤشر التنمية البشرية ودخوله رسميا ضمن فئة الدول ذات "التنمية البشرية العالية".

ورغم هذه النتائج المشجعة، أقر الملك محمد السادس بوجود تحديات مستمرة في بعض المناطق، خاصة القروية، التي ما زالت تعاني من نقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية، مؤكدا أن "لا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين".

ويعكس هذا الموقف الرؤية الاجتماعية للعاهل المغربي، القائمة على ضمان عدالة مجالية حقيقية، وتحويل مكاسب النمو الاقتصادي إلى تحسين فعلي لمعيشة المواطنين، بما يضمن تكافؤ الفرص بين مختلف المناطق ويعزز مسار التنمية الشاملة والمستدامة.