الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي يدعو الرباط والجزائر إلى طي صفحة الخلاف وبناء الاتحاد المغاربي


في وقت تتصاعد فيه التحديات الإقليمية والدولية التي تهدد استقرار المنطقة وتضع شعوبها أمام أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، أطلق الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي نداء جديدا لإحياء المشروع المغاربي الذي ولد قبل أكثر من ثلاثة عقود ولم يغادر بعد غرفة الإنعاش.

في تدوينة مؤثرة نشرها عبر صفحاته الرسمية، دعا المرزوقي إلى مصالحة تاريخية بين الأشقاء في دول المغرب العربي، مؤكدا أن "آن الأوان لتجاوز عقبة الخلاف حول الصحراء، وآن الأوان لإخراج الاتحاد المغاربي من حالة الجمود التي يعيشها منذ سنوات طويلة". وأشار الرئيس الأسبق إلى أن بناء فضاء مغاربي موحد لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تمكين مواطنيه من الحريات الخمس التي اعتبرها "حقوقا للمواطنين وواجبات على الدول"، وهي حرية التنقل، وحرية الاستقرار، وحرية العمل، وحرية التملك، وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية.

منذ تأسيس اتحاد المغرب العربي سنة 1989، ظل الحلم المغاربي رهين الخلافات السياسية المزمنة، خصوصا بين الجزائر والمغرب، وهو ما أدى إلى ضياع فرص اقتصادية وتنموية هائلة، في وقت تتجه فيه دول العالم نحو التكتلات الإقليمية الكبرى لمواجهة التحديات المشتركة. المرزوقي، الذي لطالما عبر عن إيمانه بوحدة شعوب المنطقة، يرى أن "صوت الحكمة والعقل والمصلحة العامة يجب أن يتغلب على أصوات الخلاف والانقسام"، مضيفا أن لا طريق آخر أمام دول المنطقة سوى التعاون والتكامل، حتى تصبح أوطاننا كما قال "الأرض التي نهرب إليها، لا الأرض التي نهرب منها".

نداء المرزوقي يأتي في ظرف دقيق تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة وتحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة، وهي لحظة تاريخية قد تعيد إلى الأذهان روح اتفاق مراكش التي جمعت قادة المغرب العربي قبل أكثر من ثلاثة عقود على حلم الوحدة قبل أن تفرقه الخلافات السياسية. وختم المرزوقي تدوينته بجملة تحمل الأمل والتفاؤل رغم كل العوائق: "ولا بد لليل أن ينجلي"، في إشارة رمزية إلى أن الحلم المغاربي لم يمت بعد، وأن إرادة الشعوب متى ما التقت قادرة على إحياء مشروع الوحدة والتكامل من جديد