الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

المغرب ينجح في أول عملية زراعة قوقعة بمساعدة الروبوت في إفريقيا


أدخل المغرب تقنية جديدة في مجال زراعة القوقعة بمساعدة الروبوت، في خطوة رائدة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة والقارة الإفريقية، تتيح للمرضى استعادة قدرتهم على السمع بدقة وأمان عاليين.

فقد نجحت فرق طبية مغربية في إجراء عمليات زراعة قوقعة سمعية بمساعدة روبوت داخل كل من المستشفى العسكري التعليمي محمد الخامس بالرباط ومستشفى 20 غشت التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، في إنجاز طبي يعكس دينامية المملكة في مجال الابتكار الطبي والتزامها بجعل الصحة والبحث العلمي والتكنولوجيا في صلب التنمية البشرية.

وتقوم هذه التقنية المبتكرة على إدخال أقطاب كهربائية داخل الأذن الداخلية لتحفيز العصب السمعي بشكل مباشر، متجاوزة الأجزاء التالفة من القوقعة. ويسمح الاعتماد على الروبوت الجراحي بتقليل الضغط داخل القوقعة والحد من تلف الخلايا الداخلية، مما يساعد على الحفاظ على السمع المتبقي وتحسين جودة السمع بعد العملية.

وأوضح الطبيب الجنرال فؤاد بن عريبة، رئيس قطب جراحة الرأس والعنق بالمستشفى العسكري محمد الخامس، أن "عمليات زراعة القوقعة تستهدف البالغين الذين يعانون من صمم شديد أو عميق ولا يستفيدون من الأجهزة السمعية التقليدية، إضافة إلى الأطفال دون سن الخامسة المصابين بصمم خلقي عميق".

وأضاف أن الفرق الطبية المغربية تعد من أوائل الفرق في إفريقيا التي تعتمد هذه التكنولوجيا الروبوتية الدقيقة، مشيرا إلى أن الروبوت يتيح سرعة تنفيذ ثابتة تبلغ 0.1 ملم في الثانية ودقة تفوق قدرات اليد البشرية، ما يضمن سلامة الأنسجة الداخلية ودقة في الزرع.

ومنذ سنة 2010، مكن برنامج زراعة القوقعة التابع لمصالح الصحة العسكرية مئات المرضى من البالغين والأطفال من استعادة القدرة على السمع والتواصل. وتأتي هذه الخطوة الجديدة لتعزيز هذا البرنامج الوطني الطموح وترسيخ مكانة المستشفى العسكري محمد الخامس كمركز مرجعي على المستويين الوطني والإفريقي.

وبفضل هذا التقدم التكنولوجي، يؤكد المغرب عزمه على ترسيخ نموذج طبي متطور يجمع بين الكفاءة الوطنية والانفتاح الإفريقي، ويعزز مكانته كوجهة رائدة في مجال الابتكار الطبي في القارة.